قال الدكتور يحيى الجمل، الفقيه الدستورى، إن الفساد «أصبح أكبر مؤسسة فى مصر»، محذراً من انتشاره فى القضاء والجامعات، لأنه - حسب كلامه - وصل إليهما ولكن على استحياء.
وأضاف - فى ندوة بمعهد التخطيط أمس - أن النظام السياسى قائم على مؤسسة واحدة فقط هى «مؤسسة الأمن»، ودلل على ذلك بانتشار السيارات المصفحة حول الجامعات والنقابات. وتابع: «مصر دخلت القرن العشرين، وهى تحمل ثلاثة شعارات هى (الدستور والاستقلال والتحديث)، بينما دخلت القرن الحادى والعشرين دون أى شعارات، واتجهت إلى معاداة (النظام والنظافة والإتقان)».
وأشار الجمل إلى أن الرهان على العالم الخارجى لإحداث التغيير «رهان خاسر»، فالعالم الخارجى يسعى لتغيير الرتوش فقط، بينما التغيير الحقيقى لابد أن يأتى من الداخل، اعتماداً على النخبة والجماهير.
وانتقد تشرذم النخبة المثقفة فى مصر حالياً، داعياً إلى وضع عقد اجتماعى جديد يعيد السلطة إلى الشعب. وأكد ضرورة تعاون الشعب إذا كان يرغب فى إحداث التغيير، والضغط بالوسائل السلمية لتحقيق ذلك.
وأكد أن هناك خطورة من الوضع الحالى للدستور المصرى، مشيراً إلى أن كل دساتير الدول وجدث لتقييد السلطة وتوسيع مساحة الحرية، إلا أن التعديلات الدستورية الأخيرة - حسب كلامه - أدت إلى توسيع السلطة وتقييد الحرية.
وتابع: «تعديل المادة ٧٦ تقول (إحنا قاعدين وإنتوا تصرفوا وشوفوا بلد تانية)». وأوضح أن تقدم الأمم يقوم على قدمين، هما البحث العلمى والديمقراطية، مشيراً إلى تجربة مصر السابقة فى التعاون مع الهند فى صناعة الطائرات، وهى التجربة التى باءت بالفشل عندنا، بينما أصبحت الهند قلعة صناعية ودولة نووية.
وقال الجمل إن الدول العربية أصبحت مقسمة ومشرذمة بصورة غير مسبوقة، وإن الوطن العربى يمر بمرحلة من التخلف والضعف والانهيار، وأضاف: «هناك أفراد ممتازون فى مصر، ولكن يتم وضع عقبات ضخمة أمامهم حتى لا يحسنوا صنعاً».
موضوع: الفساد «أصبح أكبر مؤسسة فى مصر» 
الأربعاء فبراير 25, 2009 5:09 pm
